يمن إيكو|ترجمة:
قالت مجلة الـ”إيكونوميست” البريطانية إن تصاعد وتيرة القتال يشكل “كابوساً” للاقتصاد الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الحرب المحدودة مع حزب الله لوحدها تكفي لدفع هذا الاقتصاد إلى حافة الهاوية.
ونشرت المجلة، هذا الأسبوع، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو” جاء فيه أنه “في السادس عشر من سبتمبر، اضطر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إلى طلب موافقة المشرعين على زيادة العجز في حالات الطوارئ، وكانت هذه هي المرة الثانية التي يقدم فيها مثل هذا الطلب هذا العام”، مشيرة إلى أن “إسراف سموتريتش يقلق المستثمرين، وكذلك احتمال اندلاع قتال أكثر ضراوة”.
وأضافت المجلة أنه “بين شهري مايو ويوليوـ تضاعفت التدفقات الخارجة من البنوك الإسرائيلية إلى المؤسسات الأجنبية، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلى ملياريّ دولار، ويشعر صناع السياسات الاقتصادية في البلاد بقلق أكبر مما كانوا عليه منذ بداية الصراع”.
وبحسب التقرير فإن “السيناريو الكابوسي بالنسبة لإسرائيل هو أن ينتشر الصراع إلى القدس وتل أبيب، المركزين التجاريين للبلاد، ولكن حتى الحرب الأقل حدة التي يقتصر فيها القتال على شمال البلاد قد تكون كافية لدفع اقتصادها إلى حافة الهاوية”.
وأشارت المجلة إلى أنه “من المتوقع الآن أن يصل العجز إلى 8.1% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وهو ما يقرب من ثلاثة أمثال ما كان متوقعاً قبل الحرب، ومع انتشار الأعمال العدائية على نطاق أوسع، فمن المرجح أن يزداد العجز اتساعاً”.
وأضافت أن “سقف الديون المقبولة أقل من السقف في البلدان المماثلة، كما تشعر وكالات التصنيف بالتوتر، حيث تقول كل من وكالتي (فيتش) و(موديز) إنهما ربما تخفضان تصنيف إسرائيل مرة أخرى”.
وذكر التقرير أن “سوق العمل والشركات الصغيرة العاملة في مجال التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل تعاني من ضغوط شديدة”.
وقال إن “نحو 80 ألف عامل فلسطيني حرموا من التصاريح بعد السابع من أكتوبر، ولم يتم استبدالهم قط، ونتيجة لهذا، أصبحت صناعة البناء أصغر بنسبة 40% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، الأمر الذي أعاق إلى حد كبير بناء المساكن وإصلاحها. وفي الوقت الحالي، كان التأثير الأكبر على التضخم، الذي بلغ معدله السنوي 3.6% في أغسطس، بعد أن تسارع خلال الصيف، وإذا تزايد نطاق هجمات حزب الله، فإن نقص عمال البناء سوف يصبح مشكلة أكبر”.
وبحسب المجلة فإن “المستثمرين غير متأكدين من قدرة إسرائيل على التعافي، فالشيكل متقلب، والبنوك الإسرائيلية تعاني من هروب رؤوس الأموال، والبنوك الثلاثة الكبرى تعلن عن زيادة كبيرة في عدد العملاء الذين يطلبون تحويل مدخراتهم إلى بلدان أخرى أو ربطها بالدولار”.
وأضافت أن “هناك سيناريو كابوسياً، فقليل من المستثمرين يستعدون لحرب قد تبتلع إسرائيل بأكملها، بما في ذلك القدس أو تل أبيب، وحزب الله قد يكون قادراً على شن مثل هذا الهجوم، وفي ظل مثل هذا السيناريو، سوف يتضرر النمو الاقتصادي بشدة، وربما أكثر من الضربة التي تلقاها بعد السابع من أكتوبر، وسوف ترتفع نفقات الجيش إلى عنان السماء، وربما يؤدي فرار المستثمرين إلى انهيار البنوك وهبوط قيمة الشيكل، الأمر الذي يضطر بنك إسرائيل إلى التدخل وإنفاق احتياطياته”.
واختتم التقرير بالقول إن “خبراء الاقتصاد الإسرائيليين مستسلمون لواقع أن الأمور تتجه نحو الأسوأ، وحتى سموتريتش، الذي يتسم عادة بالتفاؤل، بدأ الآن يشعر بالإرهاق وقال: نحن في أطول وأغلى حرب في تاريخ إسرائيل”.