يمن إيكو|أخبار:
تتجه دول الاتحاد الأوروبي نحو تشكيل قوة بحرية مستقلة للعمل على حماية السفن الأوروبية في البحر الأحمر، وذلك في أحدث خطوة أوروبية للتخلص من الضغوط الأمريكية التي كانت تهدف لجر الدول الأوروبية في إطار تحالف بقيادة الولايات المتحدة الساعية إلى وقف الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية.
وأظهرت الدول الأوروبية، خلال الفترة الماضية التي رافقت دعوة الولايات المتحدة للمشاركة في عملية “حارس الازدهار، عدم قناعتها بوجود خطر على الملاحة الدولية وفقاً للرواية الأمريكية، وأن هجمات أنصار الله الحوثيين مقتصرة على السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل، بل إن معظم دول مجلس الأمن رفضت الرواية الأمريكية وأكدت ارتباط الهجمات في البحر الأحمر على السفن الإسرائيلية بالحرب المستمرة على قطاع غزة، خلافاً لما تسوقه الولايات المتحدة عن وجود خطر على الملاحة الدولية.
وأعلن كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الأربعاء، أنه ” من المقرر إطلاق مهمة بحرية للاتحاد الأوروبي لحماية السفن في البحر الأحمر في 19 فبراير”.
وبحسب قناة “يورو نيوز” أكد بوريل، بعد اجتماع غير رسمي لأعضاء مجلس الأمن، أن “الأمن البحري في البحر الأحمر تدهور بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، ونحن نعمل على تطوير عملية بحرية جديدة من أجل التصرف بطريقة دفاعية بحتة لحماية السفن التجارية”.
وأشارت القناة إلى أنه ستقتصر مهمة الاتحاد الأوروبي بشكل صارم على حماية السفن واعتراض الصواريخ القادمة على عكس الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين قصفتا معاً أهدافاً متعددة للحوثيين في مناسبتين منفصلتين كجزء من عملية حارس الازدهار.
وشدد بوريل على أن القدرات الموجودة في أسبيدس ستكون “متناسبة مع التهديد الذي نواجهه”، وأننا “لن نقوم بأي عملية على الأرض، فقط في البحر”.
التشديد الأوروبي على الطبيعة الدفاعية للعملية الأوروبية يؤكد صحة ما نقله موقع “يمن إيكو” عن مصادر سياسية في 23 يناير الجاري، أن الدول الأوروبية التي رفضت الدخول في التحالف الأمريكي تواجه ضغوطاً من الإدارة الأمريكية للانخراط في تحالفها، ولذلك ستلجأ إلى تشكيل قوة مستقلة عن الولايات المتحدة لتعمل بشكل رمزي كون الدول الأوروبية تدرك أن سفنها ليست مستهدفة، وبالتالي لن تضطر للتورط بأي عمل عسكري خلافاً للوضع في حال انخراطها في التحالف الأمريكي الذي سيجعل الدول الأوروبية ملزمة بالمشاركة عسكرياً في حال تعرضت السفن الإسرائيلية أو الأمريكية لهجوم يمني.
وجاء إعلان كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي اليوم وما تضمنه من تأكيد على طبيعة عمل القوة الأوروبية، ليؤكد أن الدول الأوروبية لا تسعى لمواجهة عسكرية مع جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن، وأنها وجدت في تشكيل قوة مستقلة مهرباً من الضغوط الأوروبية.