يمن ايكو
أخبار

ميناء عدن يعيش كارثة غير مسبوقة

يمن إيكو| أخبار:

لليوم السادس على التوالي لم يستقبل ميناء عدن أي سفينة تجارية، في واقعة لم تحدث للميناء منذ أكثر من ٥٠ عاماً، وسط حالة من السخط ضد الحكومة اليمنية بجميع أطرافها، في الأوساط الشعبية بعدن والمحافظات الجنوبية، حيث توجه التهم إليها بالتسبب في ما آل إليه حال الميناء من تعطيل.

وفيما يستمر تعطل الميناء، قالت وكالة الأنباء الرسمية “سبأ”، (نسخة عدن)، إن لقاء ضم وزير النقل في الحكومة اليمنية الدكتور عبدالسلام حميد، ووزير النقل السعودي المهندس صالح الجاسر، عصر الخميس الماضي بلندن، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للمنظمة البحرية الدولية المنعقدة في المملكة المتحدة.

وأضافت الوكالة إنه خلال اللقاء، تقدم الوزير حُميد، لنظيره السعودي بطلب تقديم بعض التسهيلات للموانئ في مناطق الحكومة اليمنية وخاصة ميناء عدن، لجعله أكثر جذب للسفن التجارية.

وحسب مصادر ملاحية فإن آخر سفينة أفرعت حمولتها في الميناء، كانت محمَّلة بمواد بناء غادرت رصيف الميناء، ظهر الإثنين 29 نوفمبر المنصرم، عقب توقفها عدة أيام، مشيرة إلى أن رافعات الميناء توقفت إلى أجل غير مسمى.

وفي وقت شاع خبر خلو الميناء من السفن وتحقيقه رقماً قياسياً سلبياً، قام موقع مؤسسة موانئ خليج عدن، التي تدير ميناء عدن، الأربعاء الماضي، بتحديث بيانات الموقع يظهر أن سفينة تجارية JMA تحمل منتجات نفطية قادمة من ميناء المكلا اليمني ورست الثلاثاء في الميناء التي قال إنها وصلت في 26 نوفمبر 2023، فيما كان المعتاد أن يتم التحديث بشكل يومي، وهو ما اعتبره البعض محاولة من المؤسسة لمنع تسجيل الرقم القياسي السلبي للميناء المتمثل في خلوه من السفن لأول مرة منذ خمسة عقود.

ونفت الدائرة الإعلامية لميناء عدن على هذه الأنباء، لكنها اكتفت بالنفي وفي نفس الوقت أكدت صحة تلك الأنباء ضمنياً، حيث قالت إنها تقر بوجود “انخفاض في معدل السفن الزائرة والتي تعزى إلى الإقفالات السنوية في الأسواق العالمية ودول التصدير فضلا عن أساليب الترهيب التي تمارس على المستوردين لإجبارهم على استخدام ميناء الحديدة الذي يزيد فيه معدل بقاء السفن عن عشرين يوم ناهيك عن فارق أسعار الشحن البحري التي تفوق ما هو عليه في ميناء عدن” وفقاً لبلاغ صحفي تلقاه موقع “يمن إيكو”.

وأضاف البلاغ أن ميناء عدن “يظل الرقم الأصعب وينتظر الميناء خلال الأيام القليلة القادمة اخبار سارة باذن الله سيتم نشرها على العلن والتي تؤكد بأن قدرة ميناء عدن تفوق كل المكائد والدسائس”.

وكانت مصادر عاملة في ميناء عدن أكدت عدم وصول أي سفينة إلى رصيف ميناء عدن، منذ أيام، وكذا عدم وجود سفن بالغاطس وعدم وجود أي سفن قادمة من أي وجهة تجارية، وهو أيضاً ما أكدته بيانات حركة السفن بالميناء الصادرة عن مؤسسة موانئ خليج عدن، في حينه.

ووفق المعلومات المتوفرة فإن هذه هي المرة الأولى منذ العام 1972 تتوقف فيه أنشطة ميناء عدن للحاويات وميناء رصيف المعلا عن العمل، لعدم وجود أي سفن تجارية.

وقال وزير الإدارة المحلية السابق بالحكومة اليمنية الدكتور عبدالرقيب سيف، في تدوينة على منصة إكس، رصدها موقع “يمن إيكو”، إنه “لأول مرة منذ1972تتوقف البواخر عن ميناء عدن حسب بعض المعلومات”، مضيفاً: “هذا الحدث من المفترض ان تناقشه مكونات الشرعية المختلفة (الرئاسي والحكومة والأحزاب والتنظيمات السياسية)” وتابع بالقول: “الميناء والمطار شريان الحياة للعاصمة المؤقتة عدن، وتوقف أحدهما يؤشر إلى مؤامرة ليس ضد عدن فقط، ولكن ضد الشرعية بكل تكويناتها”.

وقال الباحث الاقتصادي الأكاديمي، د. عبدالقادر الخراز، في تصريح لقناة بلقيس الفضائية، “إن التعطيل لميناء عدن متعمد، ويشترك فيه الانتقالي والحكومة، برئاسة معين، ورئاسة الجمهورية، والتحالف، وكل واحد منهم له دور في التعطيل، وعلى رأسهم الحكومة برئاسة معين عبدالملك؛ بما قام به من فرض سعر مرتفع للدولار الجمركي على التجار، وهذه مشكلة كبيرة”.

وأوضح الخراز أن الكثير من التجار توجَّهوا إلى ميناء الحديدة، وذلك بسبب عدم حماية الحكومة اليمنية لهم، وعدم محاسبة الفاسدين، الذين يقومون بأخذ إتاوات، ويتحمَّلها في النهاية المواطن، وليس التاجر، حسب تصريحاته.

في حين قال الصحفي الاقتصادي وفيق صالح، في تصرح للقناة نفسها “إن ما يجري الآن من تعطيل متعمد لميناء عدن- أحد أهم الموانئ في العالم- شيء مؤسف للغاية”، مضيفاَ: ليس ميناء عدن فقط هو من يعاني، ولكن هناك الموانئ التي تقع في نطاق الحكومة الشرعية”.

وأضاف: “ما يحصل الآن من تعطيل متعمد للنشاط الملاحي في ميناء عدن هو بفعل فاعل متعمد من خلال صمت الحكومة الشرعية والتحالف عما يحدث، وعدم تحركهم بالشكل الكافي لإعادة النشاط الملاحي في العاصمة المؤقتة عدن، والمناطق التي تديرها الحكومة”.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً