تقرير خاص – يمن إيكو
تلتبس المفاهيم المعرفية الموصولة بالاقتصاد، عندما يتعلق الأمر بالتقلبات الاقتصادية التي تثير موجة من الخوف والقلق لدى الأشخاص من فقدان وظائفهم وإفلاس مشاريعهم، وانحسار القدرة على تحمل تكاليف المعيشة أو دفع الفواتير الأساسية، كما يخشى المستثمرون أيضاً خلالها من خسارة أموالهم، فمثلاً يخلط معظم الناس بين
مصطلحي: الركود، والكساد.
ومن أجل مساعدة الأشخاص في فهم نوع التقلبات الاقتصادية والاستعداد لها بشكل أفضل، يجب التوصيف الدقيق للحالة الاقتصادية التي يشهدها المجتمع الإقليمي أو العالمي، ركوداً كان أم كساداً، وفق تأصيل يُبين عن فترات الركود والكساد وما يميز كل فترة من مؤشرات وأسباب متشابهة في الشدة والمدة، والتأثير الكلي على الاقتصاد.
الركود الاقتصادي
يُعرَّف مصطلح الركود الاقتصادي، بأنه تراجع كبير في النشاط الاقتصادي، يستمر لأكثر من بضعة أشهر، كأن يشهد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي انخفاضاً لربعين سنويين على التوالي، وفق مؤشرات واضحة تشمل انخفاض الدخل الحقيقي، وارتفاع معدل البطالة، وتباطؤ الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة، وقلة الإنفاق الاستهلاكي.
يكون تأثير الركود الاقتصادي مقتصراً على دولة واحدة في أحيان كثيرة، وقد يشمل أكثر من دولة، ولكن باختلافه من دولة لأخرى.
وشهد التاريخ نحو 50 حالة ركود، بداية من ذعر النحاس عام 1789، في الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى الأزمة المالية العالمية عام 2008 والتي شملت كثيراً من الدول المختلفة في الظروف والعوامل.
وشاعت حالات الركود الاقتصادي خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فيما شهدت الفترة بين عامي 1945 و2001م عشر حالات ركود فقط، وهو عدد أقل بكثير مما شهده العالم في فترات مماثلة فيما مضى.
الكساد الاقتصادي
يُعرِّف خبراء الاقتصاد الكساد، بأنه تراجع حاد في النشاط الاقتصادي يمتد لعدة سنوات، وليس شهوراً، ويشهد عادة ارتفاعاً في معدلات البطالة، وانخفاضاً كبيراً في الناتج المحلي الإجمالي، وتساهم في الكساد عوامل كثيرة؛ أهمها انهيار البورصة والذي عادةً ما يؤدي إلى انخفاض حاد في الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار، وانحسار الإنتاج الصناعي، وزيادة معدل البطالة، وإفلاس العديد من البنوك.
يكون للكساد تأثير كبير على الاقتصاد العالمي، ويندر حدوثه في تاريخ الاقتصاد العالمي، لأنه مرتبط بفترة زمنية طويلة الأجل، قد تصل لمدة عشر سنوات كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية ولمرة واحدة فقط، وهو الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي، وعرف بالكساد العظيم الذي اعتبره الخبراء واحداً من أصعب فترات الانكماش الاقتصادي في التاريخ، إذ استمر من عام 1929م وحتى 1939م.
بيان الفرق بين الركود والكساد الاقتصاديين
الفارق بين الركود والكساد يرتبط بعامل الزمن، فإذا تجاوز الركود مدته الزمنية من الشهور إلى السنة فأكثر أصبح كساداً. مثال على ذلك، الكساد العظيم في الولايات المتحدة بدأ في الربعين الأول والثاني من عام 1929م كركود، ثم استمر للربع الثاني والثالث، فقاد تتابع هذا الركود الربعي إلى انهيار سوق الأسهم، وعندما اجتاز العام تحول إلى كساد عظيم، اتسعت تأثيراته في جميع أنحاء العالم، وبشكل خاص في أوروبا.
سؤال الحاضر:
مستجدات حالة الاقتصاد العالمي في العام الحالي 2022م، وشواهد الركود التي تعيشها اقتصادات العالم، خاصة بعد جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، وما نتج عنهما من زيادة كبيرة في الأسعار، وتعطيل سلاسل الإمداد في العالم كله.. أثارت تساؤل الاقتصاديين حول ما إذا كان العالم مقبلاً على مرحلة كساد أخرى.