يمن إيكو| أخبار:
كشفت منظمة اليونسكو، أن التنوع البيولوجي في جزيرة سقطرى أصبح مهدداً، بسبب أنواع غريبة من الكائنات الغازية تم رصدها في الجزيرة.
وقال مسح ميداني جديد لمنظمة اليونسكو، إن ما لا يقل عن 126 نوعاً غريباً من الكائنات الغازية، تهدد التنوع البيولوجي في جزيرة سقطرى اليمنية، مشيراً إلى أن غالبية تلك الأنواع الغريبة نباتات تم استيرادها لاستخدامها في الزراعة المحلية أو لأغراض الزينة، ولكن بعض الحشرات وصلت أيضاً إلى الجزيرة لتشكل خطراً على الأنواع المحلية يتمثل في نشر الأمراض والآفات الزراعية، وبالتالي تقويض الاقتصاد الهش للأرخبيل.
وذكر المسح “سوسة النخيل الحمراء” كمثال على تلك الكائنات الغازية، وهي خنفساء موطنها جنوب شرقي آسيا، ويُرجح أنه تم إدخالها إلى أرخبيل سقطرى في عام 2019 عن طريق استيراد نخيل التمر أو جوز الهند، حيث حدده العلماء لأول مرة في مزارع نخيل التمر الواقعة على بعد 5 كيلو مترات من حديبو، عاصمة محافظة سقطرى.
وحسب المسح، فإن سوسة النخيل الحمراء تشكل تهديداً لسبل العيش المحلية، حيث تتغذى يرقات هذه الخنافس الكبيرة الحجم بنهم على داخل أشجار النخيل، مما يتسبب في تدهورها بسرعة، ويمكن أن تنتشر سوسة النخيل بسرعة إلى الأشجار المجاورة.
ويرى المسح أن سقطرى ظلت معزولة نسبياً حتى النصف الأخير من القرن العشرين، لكن التنمية ارتفعت في العقود الأخيرة، وقد سهّل ذلك على الأنواع الغازية الوصول إلى الجزيرة عبر وسائل النقل المختلفة.
وتشمل أنواع الأشجار الغازية في سقطرى: أعشاب الصقلاب، والأعشاب البيضاء، وشجرة المسكيت التي تسببت بالفعل في إحداث دمار في أفريقيا، وصبار التين الشوكي، والتفاح الشوكي ونبات التبغ. هذه الأنواع الغازية تلحق الضرر أيضاً بالاقتصادات في المناطق القاحلة الأخرى.
وأشار المسح إلى أن بعض هذه الاشجار الدخيلة على سقطرى، تُعدّ من النباتات الغازية الأكثر شهرة خارج نطاقاتها الطبيعية، في البر الرئيسي لليمن، على سبيل المثال، يمكن لصبار أوبونتيا الكبير- موطنه الأصلي الأمريكيتان- أن يحتل ودياناً بأكملها، مما يسبب التهابات العين والأنف في الماشية عندما تخرج الأشواك الصغيرة التي تشبه الشعر من الصبار وتهيّج عيون الحيوانات وأطرافها وأنسجة الأنف.
ويرى مراقبون، أن الإمارات تتحمل المسؤولية الكاملة عن المخاطر التي تهدد التنوع البيولوجي والنباتي في جزيرة سقطرى، حيث أفادت مصادر محلية بأن حشرة سوسة النخيل لم تشاهد في سقطرى إلا حين جلب الإماراتيون أشجار نخيل أخرى وزرعوها إلى جانب الأشجار المحلية، في سياق النشاط الإماراتي الذي بدأ تحت غطاء العمل الإنساني ووصل حد إدارة شئون الجزيرة التي شهدت تهريب الكثير من أشجارها المعمرة وطيورها النادرة وشعابها المرجانية.